وسط توافق وطني بإلغائه موريتانيا تتجه لحظر ختان البنات

عدد الرسائل : 20 تاريخ التسجيل : 04/02/2009

نواكشوط- كشفت مصادر مسئولة بوزارة ترقية المرأة والطفل بموريتانيا لمراسل شبكة إسلام أون لاين.نت الأربعاء (4 يوليو 2007) عن عزم الوزارة طرح مشروع قانون يجرم ختان الإناث بعد توافق داخلي على ضرره الصحي ورفض وطني لإلصاقه بالدين.

وقالت المصادر ذاتها: إن مشروع القانون قد يطرح على البرلمان في غضون شهور قليلة وإن الوزارة جادة في الحفاظ على كرامة النساء ووضع حد لعادة "ختان الإناث" التي راح ضحيتها الكثير وسط إصرار عشرات العجائز في الأرياف والمدن الرئيسية على خفض أي بنت تولد لدى الجيران حتى لو اعترض أحد الوالدين بحكم العلاقات الاجتماعية التي تحكم مجتمع موريتانيا القبلي.

وعلى الصعيد ذاته كشف الباحث الاجتماعي الموريتاني "سيدي ولد بياده" لمراسل إسلام أون لاين.نت عن دراسة أعدتها أخيرا الوزارة تؤكد أن نسبة 71% من النساء الموريتانيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 سنة تعرضن لعملية ختان، أغلبها تمت على أيدي نساء تقليديات معروفات بخبرتهن في ممارسة هذه العادة، وهي معطيات تقول الوزارة إنها توضح بجلاء الحاجة الماسة للقيام بعمل جاد لمواجهة هذه الظاهرة التي يموت سنويا مئات الفتيات جراء إخضاعهن لها.

تحرك وطني

ولمواجهة ظاهرة ختان البنات المنتشرة في المجتمع الموريتاني بشكل كبير عقدت وزارة شؤون المرأة الموريتانية أخيرا مؤتمرا وطنيا بدعم ألماني وبتعاون مع منتدى الحوار بين الحضارات (8-29/06/2007) شارك فيه عدد من العلماء والأطباء وبعض الفاعلين السياسيين وهيئات المجتمع المدني اختتم نهاية الأسبوع الماضي، وذلك لدراسة الظاهرة وطرح أنجع الأساليب لمقاومتها.

ولدى افتتاحها للمؤتمر قالت وزيرة شؤون المرأة الموريتانية السيدة "فاطمة بنت خطري": هذه التظاهرة تهدف إلى نبذ هذه الممارسة الضارة بالمرأة، وتوضيح موقف الدين الإسلامي منها، باعتبارها عادة دخلت منظومة العادات والتقاليد الإسلامية منذ فترة زمنية طويلة، دون أن يكون لها أصل في الدين. هذا إضافة إلى كل أشكال العنف الممارس على النساء الذي يتخذ عدة أشكال حسب الثقافة والعادات التي تختلف من مجتمع لآخر.

وأضافت الوزيرة: موريتانيا لا تزال تعاني من مخلفات بعض هذه الممارسة الضارة بالمرأة، ويشكل ختان البنات عائقا حقيقيا في وجه المرأة الموريتانية، حيث يمنعها من أن تلعب دورها في تنمية البلد.

فقه مدني

وقد تدارس المشاركون في المؤتمر ظاهرة ختان البنات (الخفاض)، وذلك لتشخيص أسباب انتشار هذه الظاهرة، والبحث في أنجع سبل محاربتها، وقد تحدث عدد من علماء الدين والباحثين الاجتماعيين الذين ركزوا على جذور هذه الظاهرة وكيف أصبحت شائعة في المجتمعات الإسلامية، وعلاقتها بالتخلف الذي يغلب على معظم الشعوب الإسلامية، كما تحدث عدد من الأطباء عن الانعكاسات السلبية لهذه الظاهرة على صحة المرأة النفسية والجسمية، وقال رئيس رابطة أئمة وعلماء موريتانيا حمدا ولد التاه في كلمة له أمام المؤتمر:

إن القراءة المعتدلة للإسلام في موريتانيا أكسبت المرأة منزلة خاصة داخل هذا المجتمع الذي يعترف لها بحقوقها في ظل احترام العادات والتقاليد الموريتانية، وطالب بانتهاج فقه يتماشى ومتطلبات المدينة، من أجل تمييز ما هو محرم شرعا وما هو داخل في إطار الاستهجان الموروث عن العادات والتقاليد.

وطالب المشاركون في المؤتمر علماء المسلمين باتخاذ موقف جماعي من هذه الظاهرة وإصدار فتوى معتمدة في مختلف أرجاء العالم الإسلامي لتحريم هذه الظاهرة، إضافة إلى ضرورة سن قوانين تعاقب بصرامة ممارسيها.

عادة مستوطنة

ويمثل ختان البنات في موريتانيا ظاهرة اجتماعية متأصلة سواء في صفوف العرب أو الزنوج، حيث يعتبرها الجميع وسيلة لحماية البنت ضد النزوات الجنسية التي قد تؤدي بها إلى ما لا يحمد عقباه (..)، وتمارس هذه العادة غالبا من طرف امرأة عجوز متخصصة في هذا الشأن تستخدم آلات شديدة البدائية كالشفرات غير المعقمة بل -في مراحل ماضية- قطع الزجاج. وتستخدم هذه العجوز مواد غريبة لتعجيل اندمال الجرح مستحضرة من العشب والتراب والرماد وبراز البقر وغيره.

وكثيرا ما تنعت البنت المنحرفة السلوك أو الماجنة من طرف غريماتها بأنها "غير مختونة" وإلا لما وصلت إلى هذه الحالة من التعلق بالرجال والانجراف وراء الشهوات الجنسية.

وتقضي العملية في حد ذاتها بقطع جزء من البظر يتفاوت حجمه من مجتمع لآخر حتى أن البعض قد يذهب إلى حد قطعه من الشاربين المحيطين بالفرج النسوي.

وينتشر الختان بشكل أكثر في فئتين من مجتمع الزنوج الأفارقة الموريتانيين هما الهالبولار والسونينكي اللتان تنفذانها على 95% من البنات، في حين لا يكاد يوجد على الإطلاق في الفئة الثالثة وهي الوولوف.

أما العرب البرابرة الذين يمثلون 80% من السكان فيمارسونه على ثلث بناتهم