ميرو
عدد الرسائل : 20 تاريخ التسجيل : 04/02/2009
| موضوع: سر جمال المراة الأحد فبراير 08, 2009 10:41 am | |
| ولعل الكلام الذي قالته ممثلة السينما العالمية ( صوفيا لورين ) في كتابها الممتع , وفي احاديث اخرى بعد ذلك لمجلة ( بيبول ) عن المرحلة العمرية التي تعيشها بعد ان تخطت الستين من عمرها , وعن جمالها ومظهرها في هذه المرحلة , هو خير مثال لما نريد ان يصل اليه من خلال هذه الكلمات . وتقول صوفيا لورين عندما كنت في االاربعين من العمر سألني احد الصحفيين عن شعوري وقد بلغت هذا السن , وكانت اجابتي انه لا بد ان هناك خطأ ما , فسن الاربعين هذا يصل اليه الاخرون , ولكني لا اشعر اني قد وصلت اليه . والان لقد تجاوزت الستين , واعترف ان نفس الشعور قد انتابني عندما بلغت الخمسين ثم الستين من عمري , الا انني لست نفس السيدة التي قالت هذا الكلام منذ عشرين عاما , فأنا فخورة بكل عام مضى من عمري , وهو ثمين جدا بالنسبة لي ولا يمكن ان امحوه من حياتي , بكل ما فيه من تجارب والآم , ونجاح وفشل , فلم اعد اخشى من تقدم قطار العمر بي , والفضل في ذلك يرجع لابنائي , فمن اجلهم اصبحت انظر الى المستقبل ولا انظر الى الماضي . ووجود الابناء يجعل الانسان لا يشيخ ابدا , فمن خلالهم تعيش شبابك وطموحاتك مرة اخرى معهم , تتعلم منهم وتعلمهم , وتعيد النظر في بعض الافكار والآراء التي اعتدت ان تعتنقها نظرا لتغير الظروف , واختلاف الزمن . وفيما يختص بمجال عملي , فأن تقدمي بالسن قد اكسبني نضوجا وخبرة تتألق مع مرور الزمن , وانا سعيدة لاني عندما بدات العمل في مجال التمثيل , فان هدفي الاول كان ان اصبح ممثلة جادة , ولست ممثلة اغراء فحسب , يقترن عطاؤها بفترة الصبا والجمال , ثم تختفي وتزول بمجرد زوالها . والان فانني اشعر بالسعادة والرضا عن الخط الذي انتهجته منذ عشرات السنين , وان ما يعرض علي من ادوار يحتاج لممثلة موهوبة وجادة , ولا يحتاج بالضرورة الى وجه شابة في العشرين من عمرها , وكم كنت اخشى المصير الذي صادف الكثير من الممثلات اللاتي كن في غاية الجمال , ولكنهن اعتمدن على جمالهن وشبابهن فقط , وعندما ضاع الجمال , وزال الشباب , ضاعوا معه واختفوا , ولم نسمع عنهن شيئا . ولعل ما اقوله عن التمثيل ينطبق على اي مهنة اخرى , على الرغم من ان المظهر العام لكثير من المهن الاخرى , فالمهم ان ينجز الانسان من خلال عمله وقدراته واخلاصه ما يستطيع ان يفخر به عندما يتقدم به العمر ولا يندم عليه . وتضيف صوفيا لورين : ( وبالنسبة الي , واعتقد ايضا بالنسبة لاي امرأة اخرى , فقد كان عيد ميلادي الثلاثين اصعب ايام حياتي , ففي هذا السن يكون شباب المرأة بالتأكيد خلفها وليس امامها , والذي كان يحز في نفسي في ذلك السن انني لم انجب طفلا بعد و وكنت اعتقد ان ذلك سوف يكون حالي للابد , ولحسن الحظ فقد تغير الحال بعد ذلك , وانا الان استمتع تماما بسني , وتلك هي الحقيقة دون اي مجاملة او تجميل , فانا في حالة تصالح وسكينة مع نفسي , ومع تقدمي في العمر , عرفت خبايا نفسي وطباعي , بصورة اوضح , وعرفت كيف استثمر وقتي بشكل افضل , وكيف استغل طاقاتي وقدراتي بالشكل الامثل , الذي يعطيني الرضا والسعادة , وقد علمني الزمن كل هذه الخبرات التي لم اكن ادركها وانا شابة صغيرة ) . وينتهي كلام صوفيا لورين الذي يحمل الكثير من الواقعية والحكمة والامل و التفاؤل . ومع تقدم العمر يجب ان ينظر الانسان دائما الى نصف الكوب الممتلئ , وليس الفارغ فصغلر السن يملكون القوة والشباب .. نعم , ولكنهم يفتقدون اشياء كثيرة , فهم يفتقدون الخبرة والثقة بأنفسهم , وفي مستقبلهم , ويعيشون حياة اقتصادية صعبة وفي ظروف مادية في غاية الصعوبة , وعلى كل من الشباب والشيوخ ان يضيقا الفجوة بينهما ويتلاقيا , كل يكمل منهما الاخر , ولا يعيش كل جيل حالة الرفض التلقائي للجيل الذي يليه او الذي يسبقه , لان كلاهما محتاج للآخر . ولتعلم يا عزيزي ان ما لديك من تجارب وخبرة وحنكة اكتسبتها مع مرور الزمن والايام , انما هو الرصيد الذي سوف يجعلك ممنونا لتلك السنين والايام , التي صنعت منك ذلك , وراضيا عن نفسك وعن عمرك , وعن الصعاب التي تجاوزتها , وعن التجارب التي مررت بها وعلمتك , سواء مرت بنجاح او فشل , فمن كليهما تتعلم وتصقل . ولعل معظم الذين يخشون الشيخوخة هم اولئك الذين اضاعوا عمرهم هباء , ولم ينجزوا خلاله شيئا , لم يطرقوا الصعاب و ولم يتحدوا المخاطر , ولم يسهروا الليالي , ولم يطلبوا المعالي .. ان هؤلاء الناس هم اكثر الناس ندما في شيخوختهم , وحرصا على اخفاء حقيقة عمرهم على الاخرين . والفرنسيون هم اكثر الشعوب التي تقدر جمال المرأة في سن النضوج , وعندما يتقدم بها العمر , وهناك مثل فرنسي شائع يقول : (ما بين سن الخامسة والثلاثين والخامسة والاربعين , تكبر المرأة في السن , ثم بعد ذلك تأخذ الجان بعضهن , وتعيدها اكثر جمالا وجاذبية وسحرا ) , والمقصود بهؤلاء النساء اللائي يزددن جمالا وتألقا بعد سن الخامسة والاربعين , هن النساء اللائي يعرفن كيف يظهرن دائما بالمظهر المتألق والمناسب , الذي يظهر جمالهن , دون مغالاة في استخدام الماكياج , او ارتداء ما هو غير مناسب لعمرهن , بالاضافة الى ارواحهن الشابة والمرحة دائما , واستمرار ممارستهن لكل مباهج الحياة , بما فيها المتعة الجنسية نع رفيق العمر . ولعل من الاخطاء الشائعة التي تجعل المرأة التي تقدمت بالسن اضحوكة في نظر الاخرين , هو اسلوب ارتدائها لازيائها , فلو صارت هذه المرأة التي تجاوزت الستين من عمرها على ارتداء ما ترتديه شابة في العشرين , فأنها سوف تفقد مظهرها المحترم الذي ينبغي ان تحافظ عليه , وهذا لا يمنع من ان ترتدي الملابس البهجة والملونة , ولكن التي تتناسب مع سنها وجسمها . كما انها لا ينبغي ان تلبس نت الموضات الجديدة الا ما يناسبها , ويناسب سنها وجسمها فقط , ولعل السيدات يفهمن هذه الحكمة التي تقول : ( لا شئ يجعل الملرأة تبدو اصغر عمرا من عمرها الحقيقي ) فالمرأة التي تحاول ان ترتدي ازياء الفتيات الصغيرات , وهي قد تجاوزت الخمسين من عمرها مثلا , تكون اشبه تماما بالبنت الصغيرة , التي تحاول تقليد امها فتلبس فستانها وحذائها ذا الكعب العالي , وتضع المساحيق على وجهها , لكي تبدو اكبر من سنها الفعلي , فكلا النموذجين يصبح مسخة ولا يصدقه الناس . وكلما تفدمت المرأة في السن يجب عليها ان تقلل من مساحيق المكياج بقدر الامكان , للمحافظة على نظارة بشرتها , على عكس ما تفعله الكثير من النساء , وان تحاول ان تحافظ على جمالها ونضارتها بالوسائل الطبيعية , وان تظهر جمالها وانوثتها امام زوجها , الذي يحتاج الى هذا مع تقدمه في السن . | |
|